عنا

حجي شحادة غولو أوغلو 1894

تأسس مطعم حجي شحادة غولو أوغلو على يد الحاج شحادة غولو خلال عهد السلطان عبد العزيز خان في باهجكابي، إسطنبول عام 1864، ليصبح لاحقًا وجهة رئيسية لعشاق المأكولات العثمانية التقليدية والحلويات الشرقية.

البداية – بين التراث والابتكار

كان الحاج شحادة غولو من أوائل صانعي الحلويات في تلك الحقبة، حيث بدأ بإنتاج الحلويات التقليدية باستخدام أحجار “ديبك” لطحن المكونات وتحضير أشهى أصناف الحلويات الشرقية. في ذلك الوقت، كان أيضًا مؤذنًا متطوعًا في مسجد أرباجيلار، مما عزز مكانته في المجتمع المحلي.

ابتكارات وميداليات عالمية

يُعرف عن حجي شحادة غولو أوغلو أنه أول من ابتكر وصفة “البوغاكا” المالحة، والتي أصبحت من أشهر المعجنات التركية. كما حصل على 11 ميدالية دولية في مجال المخبوزات والحلويات بين عامي 1926 و1938، مما ساهم في تعزيز مكانة العلامة التجارية داخل تركيا وخارجها، وأثبت جودة المنتجات العثمانية عالميًا.

نقل الإرث عبر الأجيال

حافظ كمال بيه، ابن حجي شحادة غولو أوغلو، على هذا التقليد العريق، وأضاف إليه لمسات جديدة من خلال العلامة التجارية “شوكولاتة كمال”، التي لاقت استحسان عشاق الحلويات الفاخرة.

المطبخ العثماني وحلوياته الفريدة

لطالما كان للمطبخ العثماني طابعٌ خاص، حيث اشتهرت القصور العثمانية بـ البقلاوة، الحلقوم، والشرابات التقليدية. ومن بين أشهر الحلويات التي كانت تُقدم في القصور راحة الحلقوم، والتي تعني “ما يريح الحلق”، وكانت رمزًا للاحتفال والضيافة الراقية.

159 عامًا من الأصالة والتجدد

على مدار 159 عامًا، استمرت مطاعم حجي شحادة غولو أوغلو في تقديم الوصفات التقليدية بأعلى جودة، دون المساس بالقيم العريقة. لم تؤثر التغيرات الزمنية على جوهر هويتنا، حيث حافظت مطاعمنا على تصميمها التاريخي، من الجدران المزينة بالزخارف العثمانية، والأعمدة المغطاة بالخشب، واللوحات الفنية التي تعكس تراث إسطنبول العريق.

شاهد على التاريخ العثماني والحديث

منذ تأسيس المطعم عام 1864، شهدنا العديد من التغيرات التاريخية والاجتماعية، بدايةً من ظهور أول ترام بعجلات الخيول، مرورًا بتأسيس أول خدمة بريدية في المدينة، وافتتاح دار الفنون العثمانية (أول جامعة في الدولة العثمانية)، وحتى إعلان الجمهورية التركية، وما تلاها من تطورات ثقافية واقتصادية.

الالتزام بالقيم العريقة والاستمرار نحو المستقبل

بعد عقود من النجاح، انتقل المطعم إلى ملكية الحاج عمر شحادة وأبنائه، الذين حافظوا على تقاليد نظام “الأخية” العثماني الذي أرساه الأجداد. ومن خلال الجمع بين الإرث العريق والتطور المستمر، نواصل اليوم تقديم أشهى الأطباق والحلويات، مع وعد بالحفاظ على هذا التراث لسنوات طويلة قادمة.

Scroll to Top